الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } إن الكفر بالله في مواجهة هذه الأدلة الدامغة والنعم التي لا تحصى لأمر يدعو إلى العجب والدهشة ، إن القرآن يواجه البشر بما لا محيص لهم من الاعتراف به ، لقد كانوا أمواتا فأحياهم ، فمن الذي أنشأ لهم هذه الحياة ؟!
من أين جاءت هذه الحياة التي تموج بها الأرض والتي تتميز بها عما عداها من الموات ؟
لقد جاءت من عند الله ، هذا هي الإجابة التي يرتضيها العقل ، وتتماشى معها الفطرة السليمة ، وإلا فنقول لمن يأبى التسليم بهذه الحقيقة : أين الجواب؟
إن القرآن الكريم في هذه الكلمات الموجزات يفتح سجل الحياة كله ويطويه : من همود الموت أول مرة ، إلى الحياة في الأرض ثم الموت مرة أخرى ، ثم الحياة كرة أخرى للحساب والجزاء .
ثم يمضي بنا السياق القرآني متحدثا عن غاية الوجود الإنساني وعن دوره العظيم في الأرض: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} إن كلمة لكم ذات دلالة عميقة على أن الإنسان خلق لأمر عظيم ، خلق ليكون مستخلفا في الأرض ، ليكون المالك والسيد لهذا الميراث الواسع ، وكل قيمة من القيم المادية لا يجوز أن تطغى على قيمة الإنسان وتذله وتخضعه ، فكرامة الإنسان أولا واستعلاء الإنسان أولا ثم تجيء القيم المادية تابعة مسخرة.
المزيد |